بسم الله الرحمن الرحيم
الرؤية العامة لجمهورية الشام
يا أبناء شعبنا الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إننا ننطلق من رؤية تحررية تهدف إلى تمكين أبناء السنة العرب في الشام الشرقي (إقليم سنة العراق الحديث سابقًا)، وهو الامتداد الطبيعي لأرض الشام الكبير الذي خضع لهيمنة القوى الطائفية في الدولة العراقية التي رسم حدودها الاستعمار البريطاني عام 1921. تشمل هذه المنطقة: بغداد، الأنبار، نينوى، ديالى، صلاح الدين، جرف الصخر، والحويجة. ويستند هذا التوجه إلى القانون الدولي الذي يكفل حق الشعوب المضطهدة في تقرير مصيرها، كما حصل في حالات سابقة كيوغسلافيا.
شرح حق تقرير المصير في القانون الدولي:
حق تقرير المصير هو مبدأ أساسي في القانون الدولي، تكرسه مواثيق الأمم المتحدة، وخاصة المادة الأولى من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ينص هذا الحق على أن “لكل الشعوب الحق في تقرير مصيرها بحرية، بما في ذلك حرية اختيار وضعها السياسي، ومتابعة تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.”
ويُعد هذا الحق مشروعًا للشعوب التي تعرضت للاستعمار، أو الاحتلال الأجنبي، أو التمييز العنصري أو الطائفي، أو التي عانت من الإبادة الجماعية والتهميش الممنهج، كما هو حال الشعب السني العربي في الشام الشرقي (إقليم سنة العراق الحديث سابقًا).
 يتم تفسير هذا الحق على أنه يشمل حق الانفصال أو الاستقلال. فالمجتمع الدولي يعترف بأن حق الانفصال يجب أن يكون استثنائيًا ومشروطًا بظروف معينة.
منها حالات القمع الشديد والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان مثل الانتهاكات التي ارتكبتها الحكومات العراقية الشيعية ضد الاقاليم السنية العربية والكردية، و يجب الاشارة إلى أن هناك تقارير وشهادات توثق حوادث انتهاكات حقوق الانسان في العراق الحديث على مر السنين. وتشمل هذه الانتهاكات انتهاكات الحريات الاساسية والتمييز والقمع السياسي والعرقي والطائفي والعنف والقتل غير المشروع والتعذيب والاختفاء القسري والتغيير الديموغرافي وغيرها من الانتهاكات وهو ما قامة بة الحكومات الشيعية المتعاقبة منذ عام 2003 وحتى تاريخ اليوم.
نبذة تاريخية عن جمهورية الشام (إقليم سنة العراق الحديث سابقًا) وتأسيس العراق الحديث:
شهد إقليم سنة العراق الحديث سابقًا تطورات تاريخية عديدة قبل تأسيس العراق الحديث بشكله الحالي. فقد كانت محافظات هذا الإقليم جزءاً من ولاية الشام تحت حكم الدولة الراشدة، ثم الدولة الأموية، فالدولة العباسية، ثم الدولة الأيوبية، حيث كانت تمثل عمقاً ثقافياً وجغرافياً وحضارياً مشتركاً مع الشام الكبير.
في فترة الحكم العثماني، كان إقليم سنة العراق سابقًا – جمهورية الشام المعلنة – موزعًا على ولايتين رئيسيتين هما الموصل وبغداد. تمتعت هذه الولايات بروابط تاريخية وثقافية عميقة مع سوريا وباقي بلاد الشام، قبل أن يُعاد تشكيلها ضمن حدود العراق الحديث خلال مرحلة الاستعمار البريطاني عام 1921.
ترتبط ولايتا الموصل وبغداد ارتباطًا تاريخيًا وثقافيًا ودينيًا عميقًا مع سوريا تحديدًا، حيث تمتد العوائل والعشائر العربية من محافظة ديالى حتى اللاذقية، ومن نينوى حتى دمشق. وكانت الموصل جزءًا من سوريا الحديثة حتى استقطعها الاستعمار البريطاني، الذي أسس العراق الحديث بشكله الحالي وضمها مع باقي محافظات الإقليم السني إلى الدولة العراقية الحديثة بشكلها المعروف اليوم.
إن هذا المشروع يسعى إلى إعادة تشكيل الواقع السياسي للشام الشرقي (إقليم سنة العراق الحديث سابقًا) من خلال نظام اتحادي متوازن يربطه بإقليم كردستان بدولة سنة كبرى وهي (جمهورية الشام)، بما يضمن الحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية لسكانه، بعيدًا عن الاستبداد الطائفي والانقسامات التي أدت إلى انهيار المجتمع ونزيف الدماء المستمر منذ تأسيس العراق الحديث عام 1921.
تسمية “جمهورية الشام” لا تأتي من فراغ، بل هي تعبير عن عمق حضاري وتاريخي يمتد منذ فجر التاريخ وحتى العصور الإسلامية، حين كانت الشام الكبرى وحدة واحدة تضم هذه المناطق ضمن كيان حضاري وثقافي متكامل. وقد أطلق العرب اسم “الشام” على هذه الأرض نسبة إلى سام بن نوح عليه السلام، الذي تُنسب إليه الشعوب السامية، ومنها نحن.
بعد سقوط الدولة العثمانية، فرض الاستعمار البريطاني واقعه التقسيمي، فتم سلخ الشام الشرقي (إقليم سنة العراق الحديث سابقًا) وضمه إلى كيان جديد سُمي العراق الحديث، ليكون جزءًا من مشروع استعماري خالص أسس لما نعانيه اليوم. ومع ذلك، فإن هوية العراق التاريخي الحقيقية لطالما تمثلت في مناطق الكوفة والبصرة وواسط، التي كانت ولا تزال القلب الجغرافي والثقافي لذلك الكيان.
التمسك باسم “جمهورية الشام” هو تأكيد على الارتباط العميق بتاريخ وهوية المنطقة، ورفض لمحاولات الطمس والتغيير التي بدأها الاستعمار وتبعتها القوى الطائفية بعد عام 2003. فالشام الكبرى ليست مجرد حدود سياسية، بل هوية حضارية تنتمي إليها شعوب هذه الأرض وتعيشها في تفاصيلها اليومية.
من هنا، ندعو أبناء الشام الشرقي (إقليم سنة العراق الحديث سابقًا) مع إقليم كردستان للوقوف صفًا واحدًا في مسار وطني تاريخي يهدف إلى استعادة الكرامة والحقوق التي سُلبت. حان الوقت لتأسيس إطار سياسي جامع يمثّل تطلعات أبناء بغداد، ديالى، الأنبار، صلاح الدين، نينوى، جرف الصخر، والحويجة، وشركائنا في إقليم كردستان. لقد عانى أهل هذه المناطق من الإقصاء والتهميش والقتل الممنهج والتهجير القسري، ولا بد من تمثيل حقيقي يعبّر عن معاناتهم ويقود نضالهم.
إن التحديات التي تواجه شعبنا جسيمة، وتتجلى في:
  • سيطرة القوى الطائفية الشيعية المدعومة من الخارج على أراضينا.
  • استهداف السنة العرب على الهوية من قبل الحكومات و الميليشيات الشيعية.
  • التهجير القسري وتغيير البنية السكانية بحق السنة بستمراية ممنهجة من قبل الميلشيات الشيعية وبدعم من الحكومات العراقية المتعاقبة.
  • حملات منهجية لطمس الهوية الثقافية والدينية للسنة سكان الشام الشرقي (إقليم سنة العراق الحديث سابقًا).
  • ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق السنة العرب راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف سني بين 2006 و2024.
  • إدراج أكثر من 620 ألف بريء سني عربي على قوائم المطلوبين، ووجود مئات الآلاف من المعتقلين والمختطفين.
  • تشريد أكثر من 760 ألف نازح داخلي عربي سني، وتجاوز عدد المهجّرين داخليًا 1.2 مليون عربي سني، فضلًا عن ملايين اللاجئين في الشتات من العرب السنة على يد الميليشيات و الحكومات الشيعية.
استنادًا إلى ما سبق، فإن الضرورة التاريخية والوطنية تحتم علينا المضي نحو تأسيس مشروع سياسي مدني شامل يعيد لشعبنا كرامته وحقوقه، ويضع الأسس لبناء مستقبل آمن ومستقر.
نعاهد الله ثم الوطن والشعب أن نكون في خدمة أبناء جمهورية الشام القادمة بمختلف أطيافهم الدينية والقومية، وسنعمل بإخلاص على بناء وطن يعكس تطلعاتنا نحو مجتمع حر ومزدهر، قائم على العدل والمساواة.
وختامًا، ندعوكم يا أبناء بغداد، ديالى، الأنبار، صلاح الدين، نينوى، جرف الصخر، الحويجة، ومعكم إخوتنا في كردستان، إلى أن نتوحد لبناء دولة عادلة تُجسد قيمنا وتحقق آمالنا، لنصنع معًا مستقبلًا يُنير درب الأجيال القادمة نحو الحرية والسلام.
مع التقدير،
الرؤية عامة لجمهورية الشام